أنطلقت ظهر الجمعة وفي توقيت واحد مبارتي الذهاب لدور نصف النهائي للدوري الممتاز العراقي. حيث أحتضنت مدينة دهوك في شمال العراق مباراة ناديي دهوك والزوراء, بينما أستضاف نادي أربيل وعلى ملعبه في مدينة أربيل الشمالية أيضاً نادي الطلبة.

في المباراة الاولى سحق نادي دهوك وعلى ملعبه ضيفه الزوراء بخمسة أهداف مقابل هدف واحد ومؤكداً للجميع أن نادي دهوك هذا العام هو منافس قوي وحقيقي على لقب الدوري الممتاز العراقي, بعد ان حل في الموسمين المنصرمين في المركزين الثالث والرابع على التوالي.

سيطر نادي دهوك؛ الذي يقوده المدرب باسم قاسم للموسم الرابع على التوالي؛ على أجواء المباراة وتمكن لاعبوه من تسجيل هدفين في الشوط الأول حملا توقيع كل من آماد اسماعيل (د.15) وجاسم محمد سليمان (د. 36). وفي الشوط الثاني اضاف آماد أسماعيل الهدف الثالث (د. 52) قبل أن يسجل الزوراء هدفه الوحيد عن طريق المخضرم هشام محمد (د. 60). بعد ذلك عزز دهوك تقدمه وتفوقه بتسجيله هدفين أخرين تناوب عليهما كل من الدولي السابق أحمد مناجد (د. 85) ومهند ناصر (د. 91). ولتنتهِ المباراة بفوز عريض وتاريخي لدهوك على الزوراء حامل لقب الدوري العراقي 11 مرة, واضعاً قدمه وبقوة في المباراة النهائية ومصعباً مهمة الزوراء في مباراة الأياب التي ستجري الثلاثلء المقبل, حيث يتعين عليه الفوز بفارق أربعة أهداف على الأقل.

وفي المباراة الثانية والتي شهدت الكثير من الاحداث الدراماتيكية والساحنة, أستضاف ملعب فرانسوا حريري في مدينة أربيل مباراة أصحاب الأرض ضد ضيفه نادي الطلبة. دخل نادي أربيل المباراة وهو عازم على المضي قدماً نحو هدف تحقيق لقب الدوري العراقي للموسم الرابع على التوالي. بينما دخل الطلاب المباراة وهم مدركين تماماً صعوبة خصمهم بطل الدوري للمواسم الثلاث الماضية خصوصأً وهو يلعب على ارضه وبين جمهوره.

فاجأ الطلاب خصمهم بتسجيله هدف التقدم في الدقيقة العشرين من الشوط الأول بإمضاء المتألق عقيل محمد. هذا الهدف أفقد الأربيليون تركيزهم وهم يحاولون جاهدين العودة للمباراة بتسجيل هدف التعادل على الاقل. هذا الهدف الذي أستعصى على لاعبي أربيل طيلة الدقائق المتبقية من الشوط الأول ورغم حالة الطرد المشكوك في صحتها والتي تعرض لها لاعب الطلبة أيهاب كاظم في الدقيقة 40 من الشوط الاول.

وفي الشوط الثاني أستمر المد الهجومي لنادي أربيل مستغلأً النقص العددي للطلاب. ولكن تألق حارس مرمى الطلبة علي مطشر وفقدان لاعبي أربيل لتركيزهم أمام المرمى اضاع جميع الفرص التي أتيحت لأربيل لتعديل النتيجة والتي كان من بينها ركلة جزاء مشكوك في صحتها منحها الحكم الدولي علي صباح لنادي أربيل في الدقيقة 60 من المباراة نفذها المحترف الغيني اسماعيل بانجورا ولكن الحارس المتألق علي مطشر تمكن من ردها بمهارة.

وفي حوالي الدقيقة السبعين زادت سخونة المباراة لتتجاوز سخونة لهيب شهر آب الذي تجري فيه, عندما اشهر الحكم الكارت الاحمر الثاني ضد نادي الطلبة.هذه المرة كانت بوجه اللاعب المخضرم والدولي السابق عبد الوهاب أبو الهيل وفي حادثة اثارت الكثير من الجدل حول أحقية هذا الطرد, ولتتوقف المباراة لمدة سبعة دقائق حيث شهدت بعض الاحداث البعيدة عن الخلق الرياضي والهدف الاسمى للتنافس الكروي الشريف. وبعد استئناف اللعب اضاع لاعبو أربيل العديد من الفرص لتعديل النتيجة رغم تفوقهم العددي على منافسهم ووسط تألق ملحوظ للحارس الطلابي الشاب علي مطشر.

وفي أخر حدث في الوقت بدل الضائع والذي امتد لأثنتي عشر دقيقة منح الحكم ركلة جزاء ثانية لنادي أربيل, أظهرت الاعادات التلفزيونية قساوة قرار الحكم ايضاً في منحها. تقدم لتنفيذ الركلة هذه المرة اللاعب الدولي هلكورد ملا محمد, ولكن حارس الطلبة واصل تألقه الملفت ورد هذه الركلة أيضاً وليصبح بطل المباراة بدون منازع بعد أن تصدى لركلتي جزاء وسيل كبير من الفرص المحققة للتسجيل وساعد فريقه وبشكل كبير للظفر بنقاط المباراة فاتحاً الباب على مصراعيه لفريقه لكي يخطو بثبات نحو المباراة النهائية, خصوصاً وان مباراة الإياب ستجري في أرض نادي الطلبة في العاصمة بغداد يوم الثلاثاء القادم.

وبعد اطلاق حكم المباراة لصافرة نهاية مباراة أربيل والطلبة شهد ملعب المباراة اعمال شغب, في ظاهرة اصبحت مألوفة في الدوري العراقي لهذا الموسم الماراثوني والذي شهد مشاركة 36 فريقاً في دوري هو الأطول في العالم.