واشنطن/ حصل الرئيس محمود عباس، خلال القمة التي جمعته في البيت الأبيض مع الرئيس باراك أوباما التزاماً أمريكياً قوياً للدفع بعملية السلام نحو المفاوضات المباشرة، وبدء العمل نحو آلية بديلة للحصار على غزة تستند، حسب ما لخصها الرئيس الأمريكي، إلى تأمين حاجات إسرائيل الأمنية وحاجات سكان غزة، وكانت أولى ثمارها أمس إعلانه تقديم 400 مليون دولار من المساعدات الأمريكية لمشاريع اقتصادية وإنمائية في غزة.
واستقبل أوباما، الرئيس الفلسطيني والوفد المرافق له في البيت الأبيض في قمة موسّعة حضرها مستشارون في الإدارة الأمريكية، قبل أن يقام غداء على شرفه في وزارة الخارجية استضافه المبعوث جورج ميتشل وحضره كبار المسؤولين.
وأكد أوباما أنه بحث وعباس مطولاً في كيفية حل مشكلة غزة، معتبرا أن الوضع الحالي لا يحتمل، والإسرائيليون بدءوا يعون ذلك بعد أزمة أسطول الحرية.
وأكد أوباما أن واشنطن تبحث مع السلطة الفلسطينية ومصر وإسرائيل والجانب الأوروبي إيجاد بديل يؤمن الفرصة الاقتصادية والحياتية لغزة ويعزل المتطرفين، ويلبي حاجات إسرائيل الأمنية.
وأضاف أن البحث يجري عن وسائل توقف تسريب الأسلحة وتسمح لسكان غزة بالعيش وتلبية طموحاتهم، مشدداً على أن مفتاح فك الحصار هنا هو تلبية إسرائيل الأمنية وحاجات سكان غزة.
وأعلن البيت الأبيض تقديم واشنطن 400 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية لغزة عبر منظمات غير حكومية وهيئات إغاثة أمريكية ودولية، كما دعا أوباما إلى إجراء تحقيق "يلبي المعايير الدولية"، في الهجوم الإسرائيلي على السفينة التركية.
وبالنسبة إلى عملية السلام، تحدث أوباما عن تقدم كبير يمكن تحقيقه قبل نهاية السنة، متعهدا أن تستخدم الإدارة كل نفوذها لإخراج العملية من مأزقها، فيما أكد عباس أن إحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة سيضمن الانتقال إلى المفاوضات المباشرة.
ويأمل البيت الأبيض باستضافة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل نهاية الشهر من اجل الضغط عليه لإظهار جدية وإعطاء تصور واضح لقضايا الحل النهائي قبل الانتقال إلى المفاوضات المباشرة.
وكانت تقارير عبرية أفادت أمس نقلا عن مصادر في البيت الأبيض أن اوباما سيطرح على عباس خطة الأمن مقابل الغذاء، التي تعدها الإدارة وبحثتها مع أطراف أوروبية عدة، مشيرة إلى أنها خطة استراتيجية متكاملة لغزة تتضمن نشر قوات دولية ووقفاً دائماً وشاملاً لإطلاق نار بين حماس وإسرائيل، ووجود قوات أمن السلطة الفلسطينية في المعابر بين إسرائيل وغزة ومعبر رفح، ورفعاً كاملاً للحصار في مرحلة لاحقة.